الجمعة، 13 يوليو 2012

2 + 2 = 5


2+2=5 هي معادلة سطوة السلطة القوية على الفرد الضعيف وإلغاء ذاته وكينونته وبديهيات تفكيره ليخفت بل ينعدم صوت العقل فلا يسمع إلا ثغاء القطيع ، ولتطبيق هذه المعادلة آليات درسها وأتقنها الطواغيت ، فرأس الاستبداد لا يمارس دوره باحتكاك مباشر مع العامة بل يحول بينهم وبينه بحجب وحراس وهالة قداسة وترهيب وصورة زائفة يرسمها الإعلام المضلل ، ويقوم جلاوزته بأدوارهم فارضين هيبتهم بشتى الوسائل صانعين كاريزما مصنوعة بعناية فائقة و مدروسة بذكاء خفي لتبدو وكأنها طبيعية ، ثم تتسلح هذه السلطة بفقهاء البلاط وعلماء السلطان ليضفوا الشرعية الكاذبة على ترهاتها وادعاءاتها وخرافاتها ، وفي مواجهة ذلك كله يبقى العامة بين بلهاء يكررون أكاذيب السلطة من أول وهلة و أبواق فارغة دينها دين ملوكها ، وفئة أخرى قليلة واعية لكنها تركن إلى الدعة والخنوع وتخشى مواجهة الطاغية ، وتبقى الفئة القليلة الواعية التي تأبي إلا أن تقول الحق ولو كان على حساب سفك دمائها ، وأخيرا فكما كتب جاليليو على تراب الأرض بأن اعترافه بعدم كرويتها لن يغير الحقيقة ، كذلك لن تمحو جميع محاولات السلطة المعارف الفطرية من صميم ذوات الناس ولن يحطموا نزعته الدفينة للحرية والكرامة ، فسيأتي جيل لاحقا يقرأ التاريخ ليستذكر شهداء ضحوا بأنفسهم من أجل الحقيقة في ظروف لم تكن لتساعدهم على تكسير الأصنام التي حالت دونها فيحملوا راية الثورة و يسقطوا الطاغوت ، هذه الخاطرة هي ما جال في خلدي حينما شاهدت المقطع التالي الذي وجدته إبداعا فارسيا جميلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى إذ لا يكاد يخلو مقطع منه من دلالة ومغزى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق